بسم الله الرحمن الرحیم
قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) : من أکرم أخاه المؤمن بکلمة یلطّفه بها ، أو قضى له حاجة ، أو فرّج عنه کربة ، لم تزل الرحمة ظلاً علیه مجدولاً ما کان فی ذلک من النظر فی حاجته ، ثم قال :
ألا أنبئکم لم سمی المؤمن مؤمناً ؟.. لإیمانه الناس على أنفسهم وأموالهم ..
ألا أنبئکم من المسلم ؟.. من سلم الناس من یده ولسانه ..
ألا أنبئکم بالمهاجر؟.. من هجر السیئات وما حرّم الله علیه ، ومن دفع مؤمنا دفعة لیذله بها ، أو لطمه لطمة أو أتى إلیه أمراً یکرهه ، لعنته الملائکة حتى یُرضیه من حقه ویتوب ویستغفر .
فإیاکم والعجلة إلى أحد !.. فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون ، وعلیکم بالأناة واللین ، والتسّرع من سلاح الشیاطین ، وما من شیء أحب إلى الله من الأناة واللین..
قال الإمام الصادق (ع) : أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران (ع) ، ما خلقت خلقاً هو أحب إلیّ من عبدی المؤمن : إنی إنما ابتلیه لما هو خیر له ، وأزوی عنه لما هو خیر له ، وأعطیه لما هو خیر له ، وأنا أعلم بما یصلح علیه حال عبدی المؤمن ، فلیرض بقضائی ، ولیشکر نعمائی ، ولیصبر على بلائی ، أکتبه فی الصدّیقین إذا عمل برضای وأطاع لأمری ..جواهر البحار

السؤال العقائدی:

قد اشتبه واختلط علیکم « الورود » ب ـ « الدخول » ، والفرق بینهما فی اللغة واضح ؛ فإن « الورود » هو « الإشراف » ، یقال : « وَرَدَ الماءَ » أی : أشرف علیه ، ووصل إلیه ، فقد یکون بعده « دخول » وقد لا یکون ؛ فالورود غیر الدخول .         

الشیخ أبو الفتوح الرازی فی تفسیره : عن شقیق بن سلمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : صلى رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) لیلة صلاة العشاء ، فقام رجل من بین الصف ، فقال : یا معاشر المهاجرین والانصار ، أنا رجل غریب فقیر ، وأسألکم فی مسجد رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ، فاطعمونی ، فقال رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) : " أیها الحبیب لا تذکر الغربة ، فقد قطعت نیاط قلبی ، أما الغرباء فأربعة ، قالوا : یا رسول الله من هم ؟ قال : مسجد ظهرانی قوم لا یصلون فیه ، وقرآن فی أیدی قوم لا یقرؤون فیه ، وعالم بین قوم لا یعرفون حاله ولا یتفقدونه ، وأسیر فی بلاد الروم بین الکفار لا یعرفون الله ، ثم قال ( صلى الله علیه وآله ) : من الذی یکفی مؤونة هذا الرجل ؟ فیبوئه الله فی الفردوس الاعلى ، فقام أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) وأخذ بید السائل ، وأتى به إلى حجرة فاطمة ( علیها السلام ) ، فقال : یا بنت رسول الله ، انظری فی أمر هذا الضیف ، فقالت فاطمة ( علیها السلام ) : یا ابن العم ، لم یکن فی البیت إلا قلیل من البر ، صنعت منه طعاما ، والاطفال محتاجون إلیه ، وأنت صائم ، والطعام قلیل لا یغنی غیر واحد ، فقال : أحضریه ، فذهبت وأتت بالطعام ووضعته ، فنظر إلیه أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) فرآه قلیلا ، فقال فی نفسه : لا ینبغی أن آکل من هذا الطعام ، فإن أکلته لا یکفی الضیف ، فمد یده إلى السراج یرید أن یصلحه فأطفأه ، وقال لسیدة النساء ( علیها السلام ) : تعللی فی إیقاده ، حتى یحسن الضیف أکله ثم إثتینی به ، وکان أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) یحرک فمه المبارک ، یری الضیف أنه یأکل ولا یأکل ، إلى أن فرغ الضیف من  أکله وشبع ، وأتت خیر النساء ( علیها السلام ) بالسراج ووضعته ، وکان الطعام بحاله ، فقال أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) لضیفه : لم ما أکلت الطعام ؟ فقال : یا أبا الحسن أکلت الطعام وشبعت ، ولکن الله تعالى بارک فیه ، ثم أکل من الطعام أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) ، وسیدة النساء ، والحسنان ( علیهم السلام ) ، وأعطوا منه جیرانهم ، وذلک مما بارک الله تعالى فیه ، فلما أصبح أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) أتى إلى مسجد رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ، فقال ( صلى الله علیه وآله ) : یا علی ، کیف کنت مع الضیف ؟ فقال : بحمد الله - یا رسول الله - بخیر ، فقال : إن الله تعالى تعجب مما فعلت البارحة ، من إطفاء السراج والامتناع من الاکل للضیف ، فقال : من أخبرک بهذا ؟ فقال : جبرائیل ، وأتى بهذه الآیة فی شأنک ( ویؤثرون على أنفسهم ولو کان بهم خصاصه )  .

  مستدرک الوسائل - المیرزا النوری ج 7   ص 216 :